السبت، 16 يونيو 2012

النفس والدنيا

النفس والدنيا 




قصيدة للأمام علي بن أبي طالب – عليه السلام


النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها 

لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا *** إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها 

فإن بناها بخير طاب مسكنُـه *** وإن بناها بشر خاب بانيها 


أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ***ودورنا لخراب الدهر نبنيها 

أين الملوك التي كانت مسلطــنةً ***حتى سقاها بكأس الموت ساقيها 

فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت ***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها 

لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها 

لكل نفس وان كانت على وجــلٍ ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا 

المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها 


إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها 

والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها 

والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها 

والنفس تعلم أنى لا أصادقها ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيها 


واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيها 

قصورها ذهب والمسك طينتها *** والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيها 

أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل ***والخمر يجري رحيقاً في مجاريها 

والطير تجري على الأغصان عاكفةً ***تسبــحُ الله جهراً في مغانيهـــا 

من يشتري الدار في الفردوس يعمرها ***بركعةٍ في ظــلام الليــــل يحييها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليقك هنا